abir.nounou.1994 المدير العام
عدد المساهمات : 1128 نقاط : 1722 تاريخ التسجيل : 04/05/2011 العمر : 29 الموقع : WWW.abirkhal1994.yoo7.com
| موضوع: التثقيف النفسي للطفل دور أساسي تهمله الأمهات السبت يونيو 15, 2013 4:28 pm | |
| أم هي المدرسة الأولى في حياة الطفل وتعلقه بها من خلال دورها في الحياة لذا كرمها الله - سبحانه وتعالى - وجعل منزلتها وبرها أعلى وأسمى من جميع الارتباطات الاجتماعية الأخرى؛ لما لها من دور عظيم وبصمات واضحة في إعداد وتنشئة أجيال ونشء للمستقبل والحياة..وتفخر الأم عندما يحين وقت قطاف حصاد ثمرها لترى بذرته أصبح متكاملاَ للخروج إلى الحياة بجميع أعبائها .. فعلى عاتقها تقع أكبر المسئوليات في الإعداد والتوجيه .. فنرى الطفل منذ ولادته ملتصقاَ بها وهي بحكم عاطفة الأمومة تمنح مشاعر الدفء والحنان لوليدها .. وقد تمر من خلال مراحل التربية بالعديد والعديد من المواقف التي تجتاز بعضها بنجاح بينما يسقط في يدها في بعضها الآخر فتقف حائرة أمامه .. وبين هذا وذاك تغفل عن أهم دور من العطاء وهو (التثقيف النفسي والاجتماعي للطفل)..وقد تلجأ إلى طبيعة التربية القديمة في نظرية عدم الخوض في الحديث أو التوسع في المعلومة المطلوبة لتضع كل حملها في هذه المسئولية على المعلم والمدرسة..!! هناك بعضاَ من الأمور التي لا يمكن متابعتها داخل الأسرة من قبل الأم فقط أو الوالدين وإنما بمشاركتهما سوياَ.. ولكن بعض الأمور تتطلب الخوض فيها مع أبنائنا وبناتنا .. فنجد الأم الواعية المدركة لمراحل النمو وطبيعة التغيرات الجسمية والنفسية والشخصية في تكوين النفس البشرية تعيش هذه المراحل مع أبنائها بما يتطلب منها إيضاحه والتنويه عنه بمساعدة الأب أو الأخوة والأخوات, أو حتى المرشد والمرشدة الطلابية داخل المدرسة ومعلمة المادة أو المواد حسب طبيعة المواقف التي تعتريها... فتصل بذلك من خلال التوجيه السليم بمركبها إلى بر الأمان والسلام, وتوضح كل ما كان غريبا أو حديثا على أمثال هذه الزهرات المتفتحة على الحياة بمنظار فكري يقرب المعنى ولا يبعد بالهدف!! ولكـن.. إلى أي مدى يكون هذا التقرب ؟؟؟!! لابد أولا أن تتمتع الأم بشخصية محورية من الثقافة وسعة الاطلاع والأفق لتحتوي الفرد من الأبناء بما يتلاءم وتكوين شخصيته وبيئته الأسرية والاجتماعية, فنحن نرى تفاوتا عظيما بين طفل وآخر في الأسرة الواحدة من حيث التوجيه والتقبل والاستجابة والتكوين النفسي والاستعداد الفطري والمواهب .. لذا.. وجب التمييز أثناء التعامل والتخاطب ..فسعة الإدراك والبديهة تحتاج إلى المرونة واللاحدودية أحيانا , َولكن أن تتجاهل الأم أعداد أمثال هذه الشخصيات فلن تستطيع احتضان الكثير من الاحتواءات الخاصة بهم ..لذا تمر من خلال ذلك بما هو ضرورة وضرورة قصوى لا رجعة عنها ألا وهي تثقيف النشء الجديد؛ لأن المدرسة الأولى في الإعداد هي الأسرة ودفتها هي الأم .. ومنذ اللحظة الأولى للطفل تظل معه الأم بارتباط وثيق : تعليمه للأكل، التحدث، التعلم، المشي، اللبس، التوجيه....وما إلى ذلك وغيره الكثير.... ومع مراحل عمره يبدأ في التعرف على العالم من حوله من خلال هذا الارتباط فيبدأ بالسؤال والمعرفة لكل ما يحوط به وينوطه واضعا نصب عينيه (وهي الفطرة) التعرف على كل مالا يعلمه أو تستدركه حواسه أو مداركه .. فلا حرج إذاً ، ونحن في أشد ما نحتاجه في هذه الأوقات من إسداء التعليم الأولي له, أن نبدأ في تنمية ثقافته منذ الصغر دون تجاهل أو لا مبالاة لما يثيره لنا أو تهرب من مواجهة سؤال قد يطرح في مفهوم بعيد عن الفكر أو الإدراك..لأن الطفل يعي أن ما حوله يجب أن يعرفه وهو فرد منه فلم الإيهام ؟؟؟!! لو تطلعنا لوجدنا الحواجز العريضة تكاد تفرض نفسها في الكثير من الأسر بين الأم والأبناء بحجة اختلاف الذكورية عنها والأم والبنت بحجة الخوف منها أو شدة الاحترام المقيد لها .. بينما لو بحثنا في كلتا المسألتين لوجدنا أن الترابط بين الأم وأبنائها باختلاف الجنس والنوع هو ترابط فريد وهبه الله - سبحانه وتعالى - منذ بدء الخليقة لحكمة يعلمها - سبحانه - فهم جميعا أبناؤها وفلذات أكبادها.. الأم تسمو لترفع من شأن أبنائها, ولكنها قد لا تدرك بأن خطواتها إلى ذلك يجب أن تكون قيد دراسة وتصميم وليس مجرد تخطيط عشوائي, أو حسب متطلبات ظروف وقضايا معينة, وإلى متى ستظل فكرة الصرح العالي بينها وبينهم من منطلق الخوف والرهبة أو الحياء والاستهانة. نرى مداركا تخرج إلى الحيات العملية يوما بعد يوم تزداد فوهة عن سابقاتها بينما لا نجد إلا القليل ممن هم يتواجهون مع الحاضر والمستقبل بكل ثقة وثبات وحسن تصرف وميول سليمة.. لنقف لحظة تأمل في تفكير عميق إلى جذور الموضوع ونحاسب معها النفس.. فهل كان هذا هو الأداء أم نحتاج إلى إعادة تنظيم ووقفة مع نظرة تأمل ؟!!!!
| |
|