من أقوال الحسن: (إن مثل الدنيا والآخرة كمثل المشرق والمغرب، متى ازدَدْتَ من أحدهما قربا, ازدَدْتَ من الآخرة بعدا.)
وقال له أحدُهم: (صِف لي هذه الدارَ, قال: ماذا أصف لك من دارٍ أولها عناء، وآخرها فناء،وفي حلالها حساب، وفي حرامها عقاب، مَن استغنى فيها فُتِن، ومَن افتقر فيها حزن.)
وسأله آخر أيضا: (ماذا فعلنا بأنفسنا؟ قال:لقد أهزلنا ديننا، وسمَّنا دنيانا، وأخلقنا أخلاقنا، وجدَّدنا فرشَنا وثيابنا، يتَّكئُأحدنا على شماله، ويأكل من مالٍ غير ماله، طعامه غصبٌ، وخدمته سُخرة، يدعو بحلوٍ
بعد حامض، وبحارٍّ بعد بارد،
وبرطبٍ بعد يابس، حتى إذا أخذته القِظَّةُ تجشَّأ من البشم،ثم قال: يا غلام, هات هضوما يهضم الطعام، يا أُحَيْمق, واللهِ لن تهضم إلا دينك، أين جارُك المحتاج؟ أين يتيمُ قومك الجائع؟ أين مسكينُك الذي ينظر إليك؟
أين ما وصَّاك به اللهُ عزوجل؟
ليتك تعلم أنك عددٌ، وأنه كلما غابت عنك شمسٌ, نقص شيءٌ من عددك، ومضى بعضُه معك) .