على الرغم من كون المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو المدير الفني لريال مدريد الإسباني أحد أفضل المدربين على مستوى العالم، فإنه يبقى كذلك أكثر الأشخاص المرتبطين بعالم كرة القدم إثارة للجدل.
وكان آخر الأحداث التي كان مورينيو بطلها أزمته مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) على خلفية مباراة فريقه المدريدي مع برشلونة في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.
وتسببت اتهامات مورينيو لليويفا بالتآمر ضد ريال مدريد لمصلحة برشلونة في نيله عقوبة الإيقاف لخمس مباريات، إضافة إلى غرامة 70 ألف يورو.
لكن تلك العقوبة، التي تبدو قاسية بحق المدرب البرتغالي المتميز، لها مبرراتها من وجهة نظر الاتحاد الأوروبي، إذ أنها ليست المرة الأولى التي يقدم فيها مورينيو على إطلاق تصريحات نارية تسبب أزمة لأحد أطراف اللعبة.
مورينيو يجبر حكما على الاعتزال !
وسبق ليويفا أن عاقب مورينيو بالإيقاف مباراتين في 2005، على خلفية الأزمة الكبرى التي صنعها المدرب البرتغالي وتسببت في اعتزال الحكم السويسري أندرياس فريسك التحكيم نهائيا بعد تلقيه تهديدات بالقتل من قبل مشجعي تشيلسي الذين انجرفوا وراء اتهامات مدرب فريقه آنذاك.
وزعم "الرجل المميز" آنذاك أنه شاهد فريسك يخرج من غرفة ملابس برشلونة، خلال استراحة مباراته مع تشيلسي في دوري أبطال أوروبا التي انتهت لمصلحة البرسا بهدفين لهدف وشهدت حصول العاجي ديديه دروغبا على بطاقة حمراء.
ونظرا لخطورة الاتهامات فقد شكل الاتحاد الأوروبي لجنة للتحقيق في الواقعة، انتهت باعتراف مورينيو بأنه لم يشاهد شيئا وإنما تلقى معلوماته من أحد مساعديه، ليقرر يويفا إيقافه مباراتين وغرامة 75 ألف فرانك سويسري.
الطريف أن نادي بايرن ميونيخ الألماني الذي واجه تشيلسي في الدور التالي اتهم مورينيو بالتحايل على الإيقاف، مؤكدا أن المدرب البرتغالي دخل غرفة ملابس فريقه بين شوطي مباراة الذهاب بملعب ستانفورد بريدج متخفيا داخل سلة للغسيل!
شوكة في الحلق
وفي 2007، وخلال مباراة بين تشيلسي ومانشستر يونايتد في الدوري الإنكليزي، أثار مورينيو الجدل مرة أخرى عندما هاجم الحكم غراهام بول واتهمه بأنه "شوكة مغروسة في حلق تشيلسي"، وعلى الرغم من ذلك لم يشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجهه!
واعترف مورينيو آنذاك أنه كان يرغب في إخراج ما فيه قلبه من مشاعر تجاه بول قائلا: "أردت أن أطهر نفسي مما بداخلي تجاه بول. توقعت أنني سأنال البطاقة الحمراء فتوجهت مباشرة إلى مخارج الملعب، لكني فوجئت أن مساعدي يقول لي يمكنك أن تعود إلى مقعدك".
تخصص أورساتو
حتى في إيطاليا، لم يسلم منه الحكام ولا الصحفيون، ففي نيسان/أبريل 2009 نال مورينيو عقوبته الأولى لاعتراضه الشديد على أداء الحكم دانييلي أورساتو بعدما طرده الأخير خلال مباراة فريقه مع فيورنتينا، حيث قال في مقابلة إنه ليس مقتنعا بأداء أورساتو كحكم، ما تسبب في إيقافه مباراة وغرامة 10 آلاف يورو.
وعاد مورينيو لمهاجمة أورساتو في أيلول/سبتمبر من نفس العام خلال مباراة إنتر ميلان مع كالياري، ما نال على أثره البطاقة الحمراء، وتسبب في نيله الإيقاف الثالث بسبب الحكم ذاته، إضافة إلى غرامة مالية 15 ألف يورو!
واقعة القيود
لكن أشهر حوادث مورينيو، كانت في شباط/فبراير 2010 خلال مباراة فريقه مع سامبدوريا، عندما انتقد الحكم جانلوكا روكي بقوة أثناء المباراة، فنال البطاقة الحمراء، ليقوم بحركة القيد الشهيرة، ويقرر الاتحاد الإيطالي إيقافه 3 مباريات، إضافة إلى غرامة مالية 40 ألف يورو.
ومرة أخرى، فإن مورينيو أحد أفضل المدربين الذي عرفهم العالم في السنوات الأخيرة، لكن تبقى انفعالاته واتهاماته القاسية الجانب المظلم في مسيرة "الرجل المميز".