إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره
و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضلّ له و من يضلل فلا هادي
و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
و أشهد أن محمّدا عبده و رسوله
الأدلة على ثبوت الرؤية :
لقد صرح الحق تبارك وتعالى برؤية العباد لربهم في جنات النعيم فقال ( وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة ) [ القيامة : 22-23] ، والكفار والمشركون يحرمون من هذا النعيم العظيم، والتكرمة الباهرة : ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [ المطففين:15]، وقد روى مسلم في صحيحه والترمذي في سننه عن صهيب الرومي – رضي الله عنه – أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إذا دخل أهل الجنة ، يقول تبارك وتعالى: تريدون شيئاً أزيدكم ؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئاً أحب إليهم من النظر إلى ربهم تبارك وتعالى "، زاد في رواية: " ثم تلا هذه الآية: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) [يونس : 26] ". (جامع الأصول
(1/102)
وفي صحيحي البخاري ومسلم عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة مجوفة، عرضها – وفي رواية طولها – ستون ميلاً، في كل زاوية منها أهل، ما يرون الآخرين، يطوف عليهم المؤمن، وجنتان من فضة آنيتهما وما فيهما، وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن ". (المشكاة 10-86)
والنظر إلى وجه الله تعالى هو من المزيد الذي وعد الله به المحسنين ( لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد ) [ ق: 35]، ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ) [ يونس : 26]، وقد فسرت الحسنى بالجنة ، والزيادة بالنظر إلى وجه الله الكريم، يشير إلى هذا الحديث الذي رواه مسلم وذكرناه قيل قليل .
ورؤية الله رؤية حقيقية، لا كما تزعم بعض الفرق التي نفت رؤية الله تعالى بمقاييس عقلية باطلة ، وتحريفات لفظية جائرة ، وقد سئل الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة عن قوله تعالى: ( إلى ربها ناظرة ) [ القيامة : 23]، فقيل : إن قوماً يقولون : إلى ثوابه. فقال مالك: كذبوا ، فأين هم عن قوله تعالى: ( إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [المطففين: 15]؟ قال مالك: الناس ينظرون إلى الله يوم القيامة بأعينهم، وقال: لو لم ير المؤمنون ربهم يوم القيامة، لم يعبر الله عن الكفار بالحجاب، فقال: ( كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ) [ المطففين : 15] ، رواه في " شرح السنة" . (المشكاة 3-100)
يقول: والمؤمنون يرون ربهم بأبصارهم، ويزورنه، ويكلمهم ويكلمونه.
أي: أن من عقيدة أهل السنة: أن الله تعالى يتجلى لعباده في الجنة، وأنهم يرونه كما يشاءوا، وأنهم يلتذون لرؤيته، وأن رؤيتهم أكبر نعيم أهل الجنة.
وهذه الرؤية أنكرها المعتزلة إنكارا كليا، وتخبطوا في الأدلة التي جاءت بإثبات الرؤية، وحرفوها تحريفا زائدا.
وأقر بها الأشعرية؛ ولكن إقرارا ليس حقيقيا، فيثبتون الرؤية، ويقولون: إنه يرى في غير جهة؛ وذلك لأنهم ينكرون جهة العلو، أن الله فوق عباده، فيقولون: إن رؤيته معناها: أن يتمثل القلب رؤيته دون الرؤية عيانا بالأبصار. فينكرون الرؤية البصرية التي أثبتها الله تعالى، ويجعلونها معنوية، فلا يكون بينهم وبين المعتزلة فرق، فالجميع ينكرون الرؤية الحقيقية.
وقد نقل عن الأئمة رحمهم الله إثبات رؤية الله تعالى، وتكاثرت الأدلة على ذلك من القرآن ومن الأحاديث، وتكلم عليها العلماء، وبينوا دلالتها، فذكرها ابن القيم في كتابه حادي الأرواح وفي غير ذلك من كتبه، وسرد من القرآن سبعة أدلة من القرآن، وسرد من الأحاديث أكثر من أربعين حديثا، واستوفى طرقها، وذكر وجه دلالتها.
وأنكر ذلك المعتزلة، واستدلوا بآيتين من القرآن: الآية الأولى: قصة موسى لما قال: رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي فقالوا: كلمة لَنْ تَرَانِي تدل على أنه لا يرى. وهذا خطأ، فإن كلمة لن لا تدل على النفي المؤبد، يقول ابن مالك في الألفية:
ومـن رأى النفـي بلـن مؤبـدا
فقـوله اردد وسـواه فـاعضـدا
لا تدل كلمة لن على النفي المؤبد، ودليل ذلك من القرآن: قول الله تعالى عن اليهود: وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا أي: لن يتمنوا الموت أبدا؛ مع التأكيد بكلمة أبدا؛ ومع ذلك أخبر بأنهم يقولون في النار: يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ أي: ليمتنا. وفي الآخرة يتمنون الموت، فدل على أن المراد في الدنيا، أن قوله: وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ يعنى: في الدنيا. فكذلك قوله: لَنْ تَرَانِي يعني في الدنيا.
ثم نقول: إن موسى سأل الرؤية، وموسى نبي الله وكليمه، كلمه الله تعالى تكليما، فهل يجوز أن يكون المعتزلة أعلم بالله من موسى الذي هو نبيه وكليمه، والذي كلمه تكليما، والذي اصطفاه وقال: وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي ؟! كيف يكون الجاحظ مثلا، أو . الذهلي أو نحوهم، وأبو الهذيل ومن أشبههم يكونون أعلم بالله تعالى من نبيه موسى ؟!.
ثم يقال أيضا: أن الله تعالى ما عاتب موسى ولا أنكر عليه بشدة كما عاتب نوحا لما سأل نجاة ولده، فدل على أنه سأل شيئا ممكنا.
ثم نقول: إن الله تعالى قال: انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي استقرار الجبل ممكن، وقد علق الله تعالى عليه الرؤية بقوله: فَسَوْفَ تَرَانِي فدل على أنه ممكن.
ثم يقال: إن الله تعالى تجلى للجبل، وإذا جاز أن يتجلى للجبل جاز أن يتجلى لعباده في الجنة؛ ولكن ابن آدم في هذه الدنيا لا يتحمل أن يتجلى له الرب، إذا كان الرب لما تجلى للجبل خر الجبل واندك لعظمة الله تعالى، فكيف يثبت البشر؟!
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله تعالى احتجب بالنور في حديث مشهور، قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يرفع إليه عمل الليل قبل النهار، وعمل النهار قبل الليل، حجابه النور؛ لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه فدل على أنه احتجب بالنور.
وفي أحاديث الإسراء سأل أبو ذر النبي صلى الله عليه وسلم: فقال هل رأيت ربك؟ فقال: نور أنى أراه أي: كيف أراه ودونه هذه الأنوار، فدل على أن هذه الآية دليل على إثبات الرؤية؛ لا أنها تدل على نفي الرؤية.
ثم من أدلتهم: آية الأنعام، قوله تعالى: بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ فهذه الآية لَا تُدْرِكُهُ يعنى: لا تراه. وهذا خطأ، فإن الإدراك شيء زائد على الرؤية؛ لأن الإدراك: هو الإحاطة. أي لا تحيط به الأبصار إذا رأته؛ ولكنها تراه من غير إحاطة. فالرؤية دون الإحاطة، الإحاطة: شيء زائد على الرؤية. فالإدراك لا يمكن . لَا تُدْرِكُهُ يعنى لا تحيط به.
سئل ابن عباس عن معنى هذه الآية فقال للسائل: ألست ترى القمر؟ قال: بلى. قال: أكله؟ قال: لا. قال: فكذلك الإدراك. يعنى: أننا نرى القمر؛ ولكن لا ندركه كله، فلا نرى إلا ما يقابلنا منه. ثم إذا رأيناه لا ندري ما ماهيته، هل القمر من الزجاج؟ هل هو من حديد؟ هل هو من تراب؟ هل هو من حجارة؟ لا ندري هذا معنى الإدراك. الإدراك يعني: إدراك كنه الشيء، وإدراك ماهيته. فدل على أن هذه الآية دليل عليهم؛ لا أنها دليل لهم، يعنى: ما تراءته الأبصار فإنها لا تحيط به؛ وذلك دليل على عظمته. فهاتان الآيتان دليل على إثبات الرؤية؛ لا دليل على نفيها.
كثر المتكلمون في نفي رؤية الله تبارك وتعالى في الاخرة
رغم ثبوتها في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحــه
عن النبي صلى الله عليه وسلم فنفوا الرؤية العيان لله تعالى
في الأخرة وألقوا حججهم الباردات الواهيات
يقول تعالى :
( وجوهٌ يومئذ ناضرة إلي ربها ناظرة )
سيكون دليلنا الأول على أثبات الرؤية في كتاب الله تعالى هذه
الآية الكريمة التي تثبت رؤية الله تعالى بآيةٍ صريحةٍ وواضحة
وإن فشل النافون في إثبات نفي الرؤية لله تعالى سيكون
هذا الموضوع إن شاء الله تعالى في القول الفصل
في اثبات رؤية الله تعالى من :
القرآن الكريم
والسنة النبوية
فالآية تقول في مطلعها ( ناضرة ) فالنضرة من السرور والفرح
وقوله تعالى ( ناظرة ) ايا اخي إنما هي أثباتٌ واضح على
الرؤية العيان لله تبارك وتعالى في الأخرة
والنظر: هو المعاينة إلى ربها،
تلك الوجوه ناظرة في الجنة.
هذا بلا شك دليل واضح على أن النظر أنها تنظر إلى الله معاينة،
ولا تحتاج إلى تحرير ولا إلى تأويل وتبديل كما فعل هؤلاء المعتزلة؛
فإنهم فسر بعضهم حرف إلى بأنه اسم، لا حرف،
وأنه مضاف، وأن معناه: واحد الألة. وهذا تحريف زائد.
فهذه الآية الكريمة تثبت لنا وبالنص الصريح
أن الله تبارك وتعالى أثبت الرؤية له في الأخرة
والآيات من كتاب الله كثير ومن السنة كذلك لهذا
ما هي حجج النفاة لرؤية الله تبارك وتعالى في الاخرة
وفاليثبت لنا أن الله تبارك وتعالى لا يرى في الاخرة وينفي لنا الرؤي
هذه المسألة تحدث عنها الشيخ العلامة عبدالعزيز الراجحي في أحد دروسه في جامع شيخ الإسلام عندما كان يشرح كتاب الاعتقاد للقراء رحمه الله قال الشيخ
وهل رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج ؟
اختلف العلماء في ذلك على قولين : من العلماء من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه ليلة المعراج بعين رأسه ، وهذا مروي عن ابن عباس وروي أيضا عن الإمام أحمد ، قال ابن عباس في قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كَبِيراً) قال : هي رؤيا عين أريها النبي صلى الله عليه وسلم ليلة أسري به ، وهو مروي عن الإمام أحمد .
والقول الثاني : أنه رآه بعين قلبه ولم يره بعين رأسه ، وهذا هو الصواب الذي عليه المحققون ، وهو قول عائشة رضي الله عنها ، وقد قالت لمسروق لما قال لها : هل رأى محمد ربه ؟ قالت : لقد قف شعري مما قلت ، ثم قالت : من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب .وهذا هو الصواب ، والصواب أنه رآه بعين قلبه ، وهذا القول أنه رآه بعين رأسه اختاره جماعة اختاره النووي واختاره القاضي عياض ، واختاره جماعة ومنهم المؤلف ، المؤلف هنا اختار أن النبي رأى ربه بعين رأسه لكن قوله مرجوح .
الصواب أنه رآه بعين قلبه لا بعين رأسه ، والأدلة في هذا كثيرة منها قول الله تعالى : (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيم) ونبينا بشر ، ما كان لبشر أن يكلم الله إلا من وراء حجاب ؛ ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يستطيع أن يرى الله في الدنيا ونبينا بشر كلم الله من وراء حجاب ، ولهذا لما سأل موسى الرؤيا في الدنيا قال وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ) ومن الأدلة حديث أبي ذر في صحيح مسلم لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك ؟ قال : نور أنى أراه يعني النور حجاب يمنعني من رؤيته كيف أراه .
وحديث أبي موسى في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله لا ينام ولا ينبغي له أن ينام يخفض القسط ويرفعه حجابه النور وفي لفظ : النار ، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه ) ونبينا من خلقه فلو كشف لاحترق ما يستطيع .
ولأن الرؤية ،رؤية الله نعيم ادخره لأهل الجنة ، وليس لأهل الدنيا والنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك من أهل الدنيا فهي نعيم خاص بأهل الجنة ، فالصواب أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه بعين رأسه وإنما رآه بعين قلبه ، وأما ما روي عن ابن عباس أنه رآه فهو مطلق يعني روي عنه أنه رآه ، وروي أنه رآه بفؤاده ، وكذلك ما روي عن الإمام أحمد تارة تأتي الرواية مطلقة رأى ، وتارة يقول : رآه بفؤاده ، فهو يحمل المطلق على المقيد ، ما روي عن ابن عباس أنه قال : رآه تحمل على رواية أنه رآه بفؤاده ، وكذلك الإمام أحمد رآه في الروايات الأخرى رآه بفؤاده يحمل هذا على هذا .
وأما قوله تعالى : (وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ وَالشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ فِي القُرْآنِ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْيَاناً كبيرا) فالمراد رؤية الآيات المراد رؤية الآيات ، فرآه بعين قلبه ، والمعنى : أن الله ، رؤية بقلبه زائدة على العلم ، منهم من قال جعل له عينين في قلبه فرأى ربه . هذا هو الصواب الذي أجمع عليه المحققون ، جمع بينهما المحقق شيخ الإسلام ابن تيمية قال : ما روي من الآثار وعن الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى ربه محمول على رؤية الفؤاد ، وما روي أنه لم يره محمول على رؤية البصر .
فالنصوص التي فيها أن النبي لم يره يعني لم يره ببصره ، والنصوص والآثار التي بأنه رآه محمول عنه أنه رآه بقلبه وعلى ذلك تتفق النصوص ولا تختلف .