قل استقلاله » .
ü كما تؤدي العادة إلى فقدان روح المبادرة لدى الإنسان و انعدام الرغبة في الابتكار لديه ... مما يؤدي إلى الشعور بالملل و الروتين ، وهذا يؤدي إلى عجز الإنسان عن التكيف مع المواقف .
وهذا ما يجعلنا نستأنس بالنظرية الآلية التي يرى أنصارها و خاصة ( حون جاك روسو ) بأن العادة لها وظيفة سلبية لأنها تنعكس بالسلب على عدة مستويات : فعلى مستوى الاجتماعي ، فبعض العادات تؤدي إلى الانحلال و التفكك الاجتماعي ، أما على المستوى الخلقي فإن اكتساب رذيلة و التعود عليها يساعد على اكتساب رذائل أخرى ، أما على المستوى الفكري فهي تجعل الإنسان مجرد آلة وهذا يتناقض طبيعته العاقلة لذلك يقول (بردوم ) :« إن جميع من تستولي عليهم العادة يصبحون بوجوههم بشر وبحركاتهم آلات .. .»
3 – نقد منطق المناصرين للأطروحة :
عرض منطقهم :
إن هذه الأطروحة لها مناصرين و خاصة أصحاب النظرية الدينامكية الذين يعتقدون بأن السلوك التعودي مفيد دائما للإنسان فهو يؤدي إلى فعالية السلوك و بالتالي له أثر كبير في حياة الفرد و المجتمع
الرد على هذا المنطق :
لكن هذا الموقف تعرض لانتقادات عديدة لأنه ينطوي على نقائص وسلبيات أهمها :
ü إذا كانت العادة تعتمد على الآلية التي تتصف بدورها بالثبات والسكون ، فإن استقرارها ورسوخها في سلوك الإنسان يؤدي حتما على سلسلة من العوائق كالجمود و التحجر و الرتابة ، بينما حياة الإنسان تتصف بالتجدد و التطور .
ü كما أن العادة قد تنعكس على السلوك بصورة سلبية حيث تنقلب مرونتها إلى صلابة تعوق نشاط الإنسان و تمنع من التحرر ، وبالتالي تقف حاجزا أمام تطوره و تقدمه ، بدليل أن الإنسان يجد صعوبة كبيرة في التكيف مع الأوضاع الجديدة التي تتناقص مع ما تعود الفرد عليه مثال ذلك : من تعود على العيش في طقس حار يجد صعوبة في التكيف مع الطقس البارد .
حل المشكلة :
إذن نستنتج بأن الأطروحة القائلة : « العادة تؤدي إلى فعالية السلوك و بالتالي إلى التكيف » ، أطروحة فاسدة لهذا فإن أنصارها قد بالغوا و تطرفوا في تفسيرهم لنتائج العادة ، وهذا بتركيزهم على الوظائف الإيجابية فقط ، بينما الواقع يؤكد بأن لها وظائف مضرة و بالتالي لا يمكن الدفاع عن هذه الأطروحة و الأخذ برأي مناصريها حيث يقول جون جاك روسو : «خير العادة ألا يعاد شيئا »