عاتبني فيك السّحر
والوجد والشوق والسهر
واعتلال القلب الكسير
والدّمع الفيّاض الأغرّ
عاتبني فيك اللّيل الطويل
والوجه الشّاحب وضياء القمر
فانتبهت على ضيق الفؤاد
وقد تركت في كل ركن أثر
هنا حطام ,
وركام رماد ,
وظلال صور
وهناك شظايا حب انكسر
بلا موعد ركنت ,
بلا موعد ترحل
بلا عزاء بلا خبر
أيّها الرّاحل وراءك خلّفت ألما
وحزنا عميقا في الصّدر حفر
وجرحا غائرا
وندوبا بكتها أعيني في خفر
فقلت : لا بدّ أنساها وأستفق
وأصدّق أن حلمي اندثر
وعزمت أن أمحو ذكراك
من خيالي ومن كلّ الفكر
فإذا بي كلّ لحظة أجدّد هواك
وكلّما تناسيتك قلبي انفطر
كالدّرر , دمعي انهمر
كالموت مرّتين هذا القدر
لست أنساك , وكيف أنسى ؟
أنت منّي كالطير من الشّجر
لست أنساك و ومن ينسني
من يغسل عقلي فلا أتذكّر
وبعدك أباق لعقلي عقل ؟
هذا التفكّر قاتلي دون الضّجر
كيف للقلوب أن تخفق بلا نبض
كيف للعيون أن تعيش بلا بصر
قد كنت النبض
وكنت البصر
وكنت العيون
وكلّ العمر
كنت حياتي
وكنت موتي
وكنت العذاب فيه قلبي انصهر
فلا عتاب ولا لوم عليك
هذا شقائي لا عزاء له نظر
بين راحتيك قلبي انتحر
وحبّي
ودمعي
وحلمي انتحر
والفؤاد احتضر
لا تعتذر واصطبر
ودع اللّيل يغتالني على ضوء القمر